تربية المستقبل المعارف السبع الضرورية لتربية المستقبل إدغار موران


إن الإيمان بلا يقينية المعرفة يجنب الذات التقوقع و الدغمائية و ادعاء امتلاك المعرفة ، و الذي يؤدي إلى كل أشكال سوء الفهم و التطرف الفكري و المذهبي يقول "إدغار موران" : "المعرفة هي عبارة إذن عن مغامرة لا يقينية ، تتضمن في ذاتها و بشكل دائم إمكانية التعرض للوهم و الخطأ ... و الحالة هذه ،فداخل اليقينيات المذهبية ،و الدوغمائية و المتشددة نعثر على أسوء الأوهام" ص 78
- لابد من فصل بين أفكارنا و الواقع الذي نعيش فيه: أي لابد أن نضع مسافة بيننا و بين أفكارنا لذلك يقول كاتبنا :"إن الأفكار و النظريات لا تعكس الواقع ، بل تترجمه بطريقة غالبا ما تكون غير كافية و مغلوطة ".ص79
- لذلك لابد أن نتعلم تقبل أفكار الشخص المخالف لنا و استعمال المحاجة بدل إقصاء المخالف المتعصب
أخلاق الفهم تتطلب منا" أن نحاجج و أن نفند عوض أن نعزل الآخرين و نلعنهم " ص 92
المعرفة قبل الحكم
- قديما قيل الحكم على الشيء فرع من تصوره ،وكلما كان تصورنا و معرفتنا عن الشيء ناقصة و غير مكتملة كان حكمنا عليه أيضا ناقص و قابل لأن يصبح اعتداء و ليس فهما لذلك " يجب أن نعرف كيف نفهم قبل أن ندين "ص 92
إن انغماسنا في ذواتنا من أجل فهمها على حقيقتها يولد لدينا إحساسا إنسانيا ،لأننا نكتشف أننا كائنات ضعيفة قابلة للخطأ و الذنب ،فنتفهم وقوع الآخرين في الأخطاء لذلك
"لابد من أن نلجأ باستمرار إلى الفحص الذاتي ، لأن فهم نقاط ضعفنا الخاصة أو نواقصنا ،هو السبيل نحو فهم نقاط ضعف و نواقص الغير .عندما نكتشف أننا جميعا كائنات معرضة للخطأ،هشة ،و غير مكتفية بذاتها ،و قاصرة ،آنذاك يمكننا أن نكتشف أننا جميعا في حاجة متبادلة للفهم "
ص 93-94
- ضرورة الآداب الروائي و السينما
- إن فهم الغير يتطلب منا الوعي بالطابع المركب للإنسان .هكذا يمكننا أن نغترف من الآداب الروائي و من السينما،إنه الوعي بضرورة عدم اختزال كائن ما في الجزء الصغر من ذاته، و لا في أسوء لحظة في ماضيه ص94 ( مثلا نتسرع في حصر شخص داخل نعت مجرم لأنه قام بجريمة ما و ربما واحدة ،مختزلين كل الجوانب الأخرى من حياته و من شخصيته في خاصة واحدة).
نتعلم من الأعمال الإبداعية( في الرواية و الآداب و السينما ...) الدروس الكبرى في الحياة ،كأن نتعلم الشفقة على معاناة المهانين ،و بالتالي أن نتعلم الفهم الحقيقي ص 94
و تعمل السينما على جعلنا نتعاطف و نفهم أولئك الذين نصادفهم في حياتنا العادية ص 94
- فضيلة التسامح مع الغير
يقتضي التسامح نوعا من المعاناة في تحمل التعبير عن أفكار تبدو لنا سيئة ،كما يقتضي إرادة في تحمل مسؤولية هذه المعاناة ص 94
- المستويات الأربع للتسامح
1) المستوى الأول: ما عبر عنه فولتير:" أنا مخالف لرأيك تماما ،لكن مستعد أن أدفع عمري ثمنا مقابل التعبير عن رأيك هذا ".هنا احترام للحق في التعبير عن أي مقصد مهما بدا لنا دنيئا ،و ليس المقصود احترام ما هو دنيء ،بل أن نتجنب فرض تصورنا الخاص لما هو دنيء كمبرر لمنع حق الغير في الكلام.
2) المستوى الثاني :و هو مرتبط بالتصور الديمقراطي :فأساس الديمقراطية هو وجود آراء مناقضة لأفكارنا
3) المستوى الثالث :هو التصور الذي عب رعنه "نيلز بوهر" إذ حسب هذا الأخير فنقيض فكرة ما عميقة هو فكرة أخرى عميقة ، و بصيغة أخرى الاعتراف بأن ثمة حقيقة في الفكرة الناقضة لفكرتنا ،و هذه الحقيقة هي التي يتعين علينا احترامها .
4) المستوى الرابع للتسامح : التسامح متعلق و يكون تجاه الأفكار و ليس الشتائم و الاعتداءات و الأفعال الإجرامية ص95

تعليقات

المشاركات الشائعة